لاجيال عديدة، سعى الناس لإيجاد طرق فعالة لفقدان الوزن، بعضها كان صحيًا وبعضها الآخر كان عبارة عن صيحات زائلة. وفقًا لدراسات حديثة، يبدو أن الحل بسيط وطبيعي: أشعة الشمس. تُظهر الأبحاث أن التعرض لأشعة الشمس يوميًا لمدة 20 إلى 30 دقيقة خلال ساعات الصباح الأولى قد يساعد في إدارة الوزن. دراسة أجرتها جامعة نورثويسترن تؤكد تأثير التعرض للشمس الإيجابي في خسارة الوزن، وتشير إلى أن قوة أشعة الشمس ونقاء الطقس ليست بالعوامل المؤثرة. العلماء يرون أن هذه الفائدة مرتبطة بجودة النوم وتنظيم أوقات النوم بما يتوافق مع الدورة الطبيعية للضوء والظلام، مما يساعد على فقدان الوزن والحفاظ على جسم صحي.
وتتصل أشعة الشمس أيضًا بمؤشر كتلة الجسم (BMI). الدراسة شملت مشاركين استخدموا أجهزة متخصصة لقياس نسبة التعرض لأشعة الشمس، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل العمر، الفصل الدراسي، السعرات الحرارية المستهلكة يوميًا والنشاط البدني اليومي.
وقد أظهرت النتائج تحسنًا ملحوظًا في فقدان الوزن لدى الأشخاص الذين تعرضوا لأشعة شمس بمستوى 500 لوكس أو أكثر، علمًا بأننا نتعرض في حياتنا اليومية لمعدل يتراوح بين 200 إلى 300 لوكس.
كما بينت الدراسة أن التعرض المنتظم لأشعة الشمس في الصباح الباكر يمكن أن يعزز من معدل الأيض الأساسي ويزيد من معدل حرق الدهون.
تذكرنا هذه الدراسة بأهمية العودة إلى احترام الساعة البيولوجية للجسم في حياتنا اليومية واستغلال الطبيعة لتحقيق صحة أفضل.
من وجهة نظر اخصائية تغذية، من المهم التأكيد على أن أشعة الشمس لا تؤثر بشكل مباشر على فقدان الوزن، ولكن بشكل غير مباشر. ومع ذلك، يلعب فيتامين د، الذي يتم تصنيعه في الجسم عبر التعرض للشمس، دورًا حيويًا في دعم عملية حرق الدهون. الحصول على مستوى صحي من فيتامين د يمكن أن يعزز بشكل كبير من كفاءة الجسم في استخدام الدهون كمصدر للطاقة.
كيف يعمل فيتامين د على حرق الدهون؟
فيتامين د يساعد في تنظيم مستويات الكالسيوم والفوسفور في الجسم، وهو ما يعتبر أساسيًا للحفاظ على صحة العظام. لكن أبعد من ذلك، يلعب دورًا في تنظيم مستويات الإنسولين ويساعد في تحفيز الخلايا الدهنية على تكسير الدهون، وهو ما يمكن أن يساهم في فقدان الوزن.
تجربة حدثت مع أحد العملاء الذين يعانون من حرق الدهون!
عند بداية البرنامج، كان أحمد يعاني من فقدان الدهون بشتى الطرق، رغم كل المحاولات كان معدل فقدان الدهون غير طبيعي مقارنةً بمعدل حرق الدهون، رغم إلتزامه بالحمية القاسية وبالطعام الموصى به بشكل يومي! ولكن عند طلبي لفحص الدم كان مستوى فيتامين د لدى أحمد هو ٨ نانوغرام/مل، وهو ما يعتبر دون المستوى الطبيعي الذي يجب أن يتراوح بين ٣٠ إلى ٥٠ نانوغرام/مل. لأنه كان يعمل بمكان لا يتعرض إطلاقاً لأشعة الشمس، بدأ أحمد بتناول مكمل فيتامين د بجرعة ٢٠٠٠ وحدة دولية يومياً. بالإضافة إلى ذلك، تم تعديل نظامه الغذائي ليشمل أطعمة غنية بفيتامين د مثل السلمون والسردين وصفار البيض، وتم تشجيعه على التعرض للشمس لمدة ٢٠ دقيقة يوميًا في الصباح الباكر.
خلال الشهر الأول، لوحظت زيادة في مستويات فيتامين د إلى ٢٤ نانوغرام/مل، وبعد ثلاثة أشهر من العلاج المكثف والنشاط البدني المنتظم، ارتفعت مستويات فيتامين د إلى ٣٥ نانوغرام/مل. في هذه المرحلة، أبلغ أحمد عن تحسن ملحوظ في الطاقة والحيوية.
من حيث فقدان الوزن، كان وزن أحمد الأصلي حوالي 113 كيلوغرام عند بداية البرنامج. بعد ستة أشهر، وصل وزن أحمد إلى حوالي ١٠٠ كيلوغرام، ما يعني أنه فقد حوالي 13.6 كيلوغرام. النتائج تظهر أن تحسين مستويات فيتامين د، بالتزامن مع نظام غذائي متوازن والنشاط البدني، قد ساهمت بشكل فعال في تحسين عملية الأيض وتعزيز قدرة الجسم على حرق الدهون بشكل أكثر فعالية.
هذه التجربة تبرز الأهمية العظمى لتحقيق مستويات كافية من فيتامين د، ليس فقط لدعم صحة العظام، ولكن أيضًا لتعزيز فقدان الوزن بطريقة صحية ومستدامة.